سراب وقصيدتان ! للشاعر الاردني ماجد شاهين
نيسان ـ نشر في 2015-12-27 الساعة 13:44
( 1 ) عود ُ القلب ِ !
أنا ما قلعت ُُ قصيدة ً
من أرضها
و ما قطعت ُ غصنـَها
قبل النضج ،
أو قطفت ُ الشعر َ حصرما ً !
أنا بذرت حـَب ّ الحرف ِ
سقيت ُ تربته
رعيت ُ الغرس من عين الحسود ِ
و قرأت في التراب
سيرتي و أوّل الكلام ،
فصار الغرس ُ القليل ُ
عنبا ً
و اشتد ّ عود ُ القلب
وفي الأرض نما !
( 2 ) سراب !
وقتما حاول العربي ّ اللحاق بالضوء،
و جرّب أن يحث ّ الخطى ،
فقد طريقه !
و حين حاول الرجوع إلى الرصيف
فقد رغيفَه !
إنـّها محنة العربيّ حين يختلط الأمر عليه :
يشرب آلاف الأكواب من الماء
و لكنه ، أبدا ً ، لا يزال يفقد ريقـَه !
يتلعثم العربي ّ في نُعاسِه
و حين يسعى إلى النوم
تـُدَق ّ ُ طبول الرقص فوق رأسِه
فينهض ُ مذعورا ً إلى الشبابيك ،
لا يرى سوى عتمة
لا يرى سوى نعاسه
و يظلّ كلّما سعى إلى الماء
يرى سرابا ً
و يفقد ريقَه ْ !
( 3 ) بحر !
لو كان للبحر اسم آخر
و للفاكهة مذاق آخر
و للشمس صحو ٌ آخر
أو ، مثلا ً ،
أن يكون لكل ّ شارع شجرُه
و لكلّ نافذة صحن ُ مائها
و لكلّ مغن ّ ٍ نايه و دفتر أوقاته ،
لو كان ذلك
أو كان شيء منه ،
لــ َ اتّسع صدر اليمام
وشهُق في المدى هديلُه
وراحت أسراب الحالمين إلى الدروب الواسعة
إلى ماء ٍ تغسل الأوقات
ولا تخنق المغنّين !
لو كان للبحر أن نناديه
بأسماء الذين نحبّهم
والفاكهة بأسماء الذين نحبّهم
لـــ َ عاد َ الغائبون
وأرجأوا رحلة تيههم
أو لــ َ غـَـذ ّ البحر السير َ
وراح إلى حيث نرفع الشدو
ونرد ّ الراحلين !
لو كان للبحر
اسم آخر
وجه ٌ آخر
أو كان للراوي
أن يقرأ البحر على نحو ٍ آخر ،
لو !
_____
2015